» تقويم شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ  » جلسة استقبال شهود هلال شهر رمضان المبارك  » تقويم شهر شعبان المعظم لعام 1427هـ  » التقويم الشهري لشهر رجب المرجب من عام 1427 هـ  » التقويم الشهري لشهر جمادى الآخرة من عام 1427 هـ  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  » التقويم الشهري جمادى الأولى لعام 1427  » الحسينية الجعفرية احتفلت بعودة الميرزا عبدالله الاحقاقي  » التقويم الشهري لشهر ربيع الأخر لعام 1427  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة الأمام الحسن العسكري عليه السلام  

  

03/03/2006م - 12:00 ص | مرات القراءة: 2934


أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. نرفع جميعاً أحر التعازي إلى مقامِ صاحبِ العصرِ والزمانِ مولانا الحجةِ بن الحسن المهدي المنتظر (أروحنا له الفداء) وإلى مقامِ العلماءِ الربانيين لاسيَّمَا مولانا المعظم الحكيمِ الإلهي والفقيهِ الرباني آيةِ اللهِ المولى الميرزا عبدِ اللهِ الحائريِ الإحقاقي (دام ظله العالي) في ذكرى استشهاد مولانا الإمام زين العابدين علي السجاد(عليه السلام) مسموماً على أيدي الظلمة، والتي توافق يوم الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام لسنة خمس وتسعين للهجرة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

نص الخطبة:

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الحمدُ للهِ جزيل النعماء والآلاء، وجميل الأفضال والعطاء، وحسُن البلاء، وجليل العظمة والكبرياء، وصلى الله على محمد وآله النبلاء، الذي خصهم بالعصمة والولاء، وجمَّلهم بأكمل الثناء، وجعلهم ملوك الدنيا والآخرة والأولى، صلى الله عليه وعليهم ما دامت الأرض والسماء.(كتاب العصمة والرجعة للمقدس الشيخ الأجل الأوحد قدس سره )

 

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم العزيز المنزل على نبيه المرسل أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

 

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ}(النور:36-38)

 

أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. نرفع جميعاً أحر التعازي إلى مقامِ صاحبِ العصرِ والزمانِ مولانا الحجةِ بن الحسن المهدي المنتظر (أروحنا له الفداء) وإلى مقامِ العلماءِ الربانيين لاسيَّمَا مولانا المعظم الحكيمِ الإلهي والفقيهِ الرباني آيةِ اللهِ المولى الميرزا عبدِ اللهِ الحائريِ الإحقاقي (دام ظله العالي) في ذكرى استشهاد مولانا الإمام زين العابدين علي السجاد(عليه السلام) مسموماً على أيدي الظلمة، والتي توافق يوم الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام لسنة خمس وتسعين للهجرة.

 

1- كما نستنكر وننعى بقلوب حرى كمدة ونعزي المقام المقدس (أروحنا له الفداء) ومقامَ العلماء الربانيين لاسيَّمَا مولانا المعظم الحكيمِ الإلهي والفقيهِ الرباني آيةِ اللهِ المولى الميرزا عبدِ اللهِ الحائريِ الإحقاقي (دام ظله العالي)؛ بالمصاب الجلل المفجع بمرقدي الإمامين العسكريين، الإمام علي بن محمد الهادي، والإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما الصلاة والسلام)، ومرقد السيدة حكيمة بنت الإمام محمد بن علي الجواد (عليها السلام)، والسيدة نرجس (عليها السلام) والدة الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف)، والذي حدث بأيدٍ آثمةٍ بعيدة كل البعد عن الإسلام ومبادئه، وفي هذا العمل الإجرامي جرأة على الله ورسوله في هتك حرمة هذه المشاهد المقدسة {..إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}(البقرة:156).

 

2- هؤلاء الطغمة الفاسدة المجرمة سلالة الفكر الطاغوتي ليزيد ومن سار على سلكه (لعنهم الله جميعاً)، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(الصف:8)، فكم عاثوا في غابر أيامهم وماضي تاريخهم الأسود المظلم، ولم يزالوا يكيدون للدين الإسلامي الحنيف؛ دين التسامح والمحبة؛ دين الأخوة في الإيمان بالله والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جاء به ووصى عليه (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

 

وما ذكرى مصيبة كربلاء الحسين(عليه السلام) عنا ببعيدة وهي شاهدة على طغيان هؤلاء الفسقة الفجرة، قال تعالى العزيز الجبار {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}(السجدة:22)

 

3- أيها الإخوة المؤمنون الكرام.. يناسب هذا المقام أن نستلهم الكرامة وتعظيم الحق وأهله كما عظمهم الله وقدسهم من صاحب هذه الذكرى مولانا الإمام عليّ بن الحسين السجَّاد (عليهما السلام)، وننقل خبر خطبته الشهيرة في مجلس الطاغية يزيد (لعنه الله وكل الظالمين). قال الخوارزمي: ((وروي أنّ يزيد أمر بمنبر لخطيب، ليذكر للناس مساوي الحسين وأبيه علي (عليهما السلام). فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأكثر الوقيعة في عليّ والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد. فصاحَ به عليّ بن الحسين: ويلكَ أيّها الخاطِبُ اشتريتَ رضا المخلوق بسخط الخالق? فتبوَأْ مقعدَك من النار. ثم قال: يا يزيد، إئذنْ لي حتّى أصعد هذه الأعواد، فأتكلّم بكلماتٍ فيهنّ لله رضا، ولهؤلاء الجالسين أجرٌ وثواب. فأبى يزيد، فقال الناس: يا أمير المؤمنين، ائذنْ له ليصعد، فعلّنا نسمعُ منه شيئاً. فقال لهم: إنْ صعدَ المنبر هذا لم ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان، فقالوا: وما قَدْرُ ما يُحسن هذا ?، فقال: إنّه من أهل بيتٍ قد زُقّوا العلمَ زقّاً. ولم يزالوا به حتّى أذِنَ له بالصعود. فصعد المنبر: فحَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها القلوب، فقال فيها:

 

4- أيّها الناس، اُعطِينا سِتّاً، وفُضلنا بِسبعٍ: اُعطينا العلم، والحلم، والسماحة، والفصاحة، والشجاعة، والمحبةَ في قلوب المؤمنين. وفُضلنا بأنّ منّا النبيَ المختار محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومنّا الصدّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد الله وأسد الرسول، ومنّا سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنّا سبطا هذه الأمة، وسيّدا شباب أهل الجنّة. فمن عرفني فقد عرفني، ومَنْ لم يعرفني أنبأتُه بحسَبي ونَسَبي:

 

أنا ابن مكّة ومنى. أنا ابن زَمْزَمَ والصفا. أنا ابن مَنْ حَمَل الزكاة بأطراف الرداء. أنا ابن خيرِ مَن ائتزر وارتدى. أنا ابن خير مَن انتعلَ واحتفى. أنا ابن خير مَنْ طافَ وسعى. أنا ابن خير مَنْ حجَ ولبَى. أنا ابن مَنْ حُمِلَ على البُراق في الهواء. أنا ابن من اُسْرِيَ به مِن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسُبحان مَنْ أسرى. أَنا ابن مَنْ بَلَغَ به جِبرائيل إلى سِدْرة المنتهى. أنا ابن مَنْ دَنى فَتَدَلّى فكانَ من ربّه قاب قوسين أو أدنى. أنا ابن مَنْ صلّى بملائكة السماء. أنا ابن مَنْ أوْحى إليه الجليل ما أوحى. أنا ابن محمّدٍ المصطفى.

 

5- أنا ابن عليّ المرتضى. أنا ابن مَنْ ضَرَبَ خراطيم الخلق حتّى قالوا: لا إله إلا الله. أنا ابن مَنْ ضَرَبَ بين يَدَيْ رسول الله بسيفَيْن، وطَعَنَ برُمحيْنِ، وهاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ، وبايَعَ البيعَتيْنِ، وصلّى القبلتَيْنِ، وقاتلَ ببَدْرٍ وحُنَيْن، ولم يكفُرْ بالله طَرْفَةَ عَيْن. أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وقامع الملحدين، ويَعْسُوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين، ورسول ربّ العالمين. أنا ابن المؤيّد بجبرائيل، المنصور بميكائيل. أنا ابن المحامي عن حَرَم المسلمين، وقاتلِ الناكثين والقاسطين والمارقين، والمجاهدِ أعداءَه الناصبين، وأفخرِ مَنْ مشى من قُريش أجمعين، وأوّلِ مَنْ أجاب استجاب لله من المؤمنين، وأقدم السابقين، وقاصم المعتدين، ومُبِيْر المشركين، وسهم مِنْ مَرامي الله على المنافقين، ولسان حكمة العابدين، ناصر دين الله، ووليّ أمر الله، وبُستان حكمة الله، وعَيْبة علم الله، سَمح سخيّ، بُهلول زكيّ، أبطحي رضي مرضي، مِقْدامٍ هُمام، صابر صوّام، مُهَذّب قوّام شجاع قمقام، قاطع الأصلاب، ومفرّق الأحزاب، أربطهم جِناناً، وأطلقهم عناناً، وأجرأهم لساناً، أمضاهم عزيمةً، وأشدّهم شكيمةً، أسَدٍ باسل، وغَيث هاطل، يطحَنُهم في الحروب إذا ازدَلفت الأسنّة، وقربت الأعِنّة طَحْنَ الرحى، و يذرُوهم ذَروَ الريح الهشيم، لَيْثِ الحجاز، صاحب [الإعجاز]، وكَبْش العراق، الإمام بالنصّ والاستحقاق، مكّيّ مَدَنيّ، أبطحي تِهاميّ، خيفي عَقَبيّ، بَدْريّ أُحُديّ، شَجَريّ مُهاجريّ، من العرب سيّدُها، ومن الوغى ليثُها، وارثُ المَشْعَريْنِ، وأبو السبطين، الحسن والحسين، مَظْهر العجائب، ومفرّق الكتائب، والشهاب الثاقب، والنور العاقب، أسَد الله الغالب، مطلُوب كلّ طالب غالب كلّ غالب، ذاك جدّي عليّ بن أبي طالب.

 

6- [لأنا ابن عيدمات العيوب، انا ابن نقيات الجيوب، أنا ابن خديجة الكبرى (*رواية2)] أنا ابن فاطمة الزهراء. أنا ابن سيّدة النساء. أنا ابن الطهر البتول. أنا ابن بَضْعة الرسول. أنا ابن الحسين القتيل بكربلاء. أنا ابن المُرَمّل بالدماء.[أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء*2] أنا ابن مَنْ بكى عليه الجنّ في الظلماء. أنا ابن مَنْ ناحتْ عليه الطيور في الهواء.[ أنا ابن من رأسه على السنان يهدى. أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى*2] قال: ولم يزل يقول: أنا أنا حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشيَ يزيد أنْ تكون فتنة، فأمر المؤذّن أنْ يؤذّنَ، فقطع عليه الكلام وسكت. فلمّا قال المؤذّن الله أكبر قال عليّ بن الحسين: كبّرتَ كبيراً لا يُقاس، ولا يُدْرك بالحَواسّ، لا شي أكبر من الله. فلمّا قال: أشهد أنْ لا إله إلا الله , قال عليّ: شَهَد بها شعري وبَشَري، ولحمي ودمي، ومُخّي وعظمي. فلمّا قال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، التفتَ عليٌّ مِن أعلى المنبر إلى يزيد وقال: يا يزيد، محمّد هذا جدّي أم جدّك? فإنْ زعمتَ أنّه جدّك فقد كذبتَ. وإنْ قلتَ إنّه جدّي، فَلِمَ قتلتَ عترته؟)) (مقتل الخوارزمي2/69).انتهى.

 

اللهم عجل لمولانا الفرج؛ صاحب العصر والزمان وانصره وانتصر به لدينك، واجعلنا من أنصاره وأعوانه والآخذين معه وتحت لوائه بثاره وثار آبائه الطاهرين إنك سميع مجيب.

 

7- ( وسبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلى المرسلينَ والحمَّدُ للهِ ربِّ العَالمينَ ) وجزى الله علماءَنا خيرَ جزاءِ المحسنين، رحم الله الماضين منهم وأيَّدَ الباقين وسدَّدهم بتسديده وحفظهم بحفظه , لاسيَّمَا مولانا الحكيمَ الإلهي والفقيهَ الرباني مرجعَنا في المسيرة الأوحدية بعينه التي لاتنام وأعزه بعزته وأطالَ عمرَه الشريف بالصحة والعافية، ونسأله "جلَّ وعلا" أن يوفقَنا جميعاً لمايحبُه ويرضاه أنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلَّم على ساداتنا وموالينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

 


ـ خطبة (اُعطِينا سِتّاً، وفُضلنا بِسبعٍ.. نعي الإمام السجاد عليه السلام واستنكار العمل الإجرامي لمقام العسكريين عليهما السلام )
ـ يوم الجمعة الموافق 25/1/1427هـ
ـ مسجد أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسَّلام" ـ فضيلة الشخ / عادل الشوَّاف

التعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!